السبت، 1 أكتوبر 2016

اللعب على الجراح

اللعب على الجراح
كرار الموسوي

المساعدات حق لأبناء وعوائل الشهداء الذين لم يعد لهم كفيل او معيل، فهناك الكثير من المؤسسات التي اخذت على عاتقها هذه المسؤولية الكبيرة، ولكن لا تخلوا فبعضهم من ضعاف النفوس من يلعب على جراحنا حيث اخذ هذه القضية مهنة ووناسة يلعب فيها بكامرته الحمقاء ليظهر توزيع رواتبه على أبناء وعوائل الشهداء بكل صلافة مبتسما مهينا لهذه الشريحة العظيمة.

المجتمع الذي يتكاتف ويتساند في اموره المادية والمعنوية فهو مجتمع راقي ومتحضر، فمهما اصبح التكافل الاجتماعي اكبر كلما قلت الجريمة، وكذلك اذا كان الاهتمام بشريحة الفقراء والمحتاجين وخصوصا الأطفال والشباب فانك ستضمن مستقبل زاهر لهم ومؤمن منهم من الناحية الاجرامية حتى لا يكونوا كلا على مجتمعهم.

تنهض الحكومة المحلية والمركزية بالاهتمام بالفقراء والمساكين وكذلك منظمات المجتمع المدني فانها تقوم بواجبها الإنساني، هنا تظهر روحية وإنسانية المنظمة او الجهة التي تعطي وتهب المال والمساعدة للفقراء والمحتاجين، كل هذا جيد وراقي في ظل مجتمعنا العراقي الذي انهكته الحروب والامراض والمصائب.

من يضحي من اجل البلد والعرض والمقدسات من القوات الأمنية والحشد الشعبي فانه يعطي اغلى ما يملك وهي النفس، تاركا خلفه عائلة كان يعيلها وأطفال كانوا يستقبلونه عند دخوله للبيت وزوجة تقف معه في السراء والضراء.

كان الامام علي عليه السلام عندما يعطي الفقراء والمساكين فانه بلا دعاية ولا اعلان، واغلب الأحيان لا يُعرف من هو المعطي وفي احدى الروايات انه عندما استشهد سلام الله عليه عرف الايتام ان من كان يرعاهم هو الامام علي عليه السلام، هذا وللمسلمين قدوة كذلك بالامام زين العابدين عليه السلام حين كان يعطي بالسر والخفاء وينتظر الليل حتى يجن كي يعطي الفقراء والمساكين وكان ملثما.

كل هذا حتى لا يشعر المسكين او اليتيم او الفقير بانه مهان او محتاج، فكرامة الانسان أغلي من العيش في النعيم.

مع شديد الأسف نرى اليوم ظاهرة توزيع الهدايا والكسوة والأموال لابناء الحشد الشعبي او الفقراء أصبحت من الظواهر المؤلمة لهؤلاء المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، حيث رصدنا بعض المؤسسات يعطي عائلة الشهيد وهو جالس على كرسيه الزائل مبتسما لكامرته الحمقاء وكانه في حفل زواج لاحد اخواته، وتظهر في الصورة امرأة اتعبتها السنين تقف مجبورة اما عدسة المؤسسة الرعناء فهي زوجة شهيد او ام شهيد او اخت شهيد، ماذا تقولون لو وقف الشهيد امامكم؟ ماذا سيكون دور الأطفال الذين يظهرون في الصور بعد حين؟ هل سيقول لهم اصدقائهم "شفناك البارحة على الفيس بصفحة مؤسسة .................... وانطوك مساعدة" ماذا سيكون ردة فعل الطفل!.

هل هذا جزاء الاحسان الذي قدمه والده للعراق ولكم؟ اينكم من اخلاق علي وزين العابدين الستم بشيعة؟ لا والله فائل البيت منكم براء!.

على مجلس المحافظة في كربلاء المقدسة ان يسعى وبشكل فوري لإنقاذ ما تبقى من كرامة أبناء وعوائل الشهداء من هؤلاء المرتزقة أصحاب الوجوه الصفراء الذين كل همهم هو الظهور في الصور مبتسمين يتصدقون على عوائل الشهداء، فلنضع قانونا يجرم من ينشر او يصور هكذا حالات حفاظا واكراما لدماء الشهداء.


وكذلك على الشرفاء من أبناء العراق الغيارى والمؤسسات الحقيقية التي تسعى لنصرة المظلوم ان تقف بوجه هؤلاء الحثالة من المجتمع الذين تمادوا حين لم يروا أي رادع او شخص يقف بوجههم.

الأحد، 18 سبتمبر 2016

غدر حماة كربلاء

غدر حماة كربلاء



كربلاء قبلة المسلمين كما يصفها الكثير من عشاقها، لم تحصل على اهتمام المسؤولين منذ العام 2003، وحتى اليوم، اذ تعاني من أزمات كثيرة، اهمها البنى التحتية للمحافظة، والخدمات المقدمة للمواطنين والزائرين، فالطرق غير المعبدة والاحياء العشوائية وغياب التخطيط العمراني، كلها انعكست سلبا على المدينة وسمعتها وقدسيتها، واثبتت عدم مبالاة الحكومة المحلية بالمحافظة.
يتوافد ملايين الزائرون من داخل وخارج العراق على مدار السنة الى محافظة كربلاء، لزيارة ضريح الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام ثالث ائمة المسلمين، الذي قتل عام (61) هجري (680) ميلادي، لتستقبل محافظة كربلاء، (108 كم جنوب العاصمة بغداد)، التي تبلغ مساحتها (79 كم2)، ملايين الوافدين الى المدينة، للسياحة الدينية، لما تمتلكه من العديد من الاماكن السياحية والمراقد، منها مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب، واخيه ابي الفضل العباس ومراقد الشهداء والصحابة.
العديد من المناسبات الدينية التي يسعى لإدائها المسلمين الشيعة بالوصول الى كربلاء لأداء المراسيم الدينية، ومن ضمن هذه المناسبات زيارة العاشر من محرم، التي يبلغ عدد الوافدين فيها كل عام نحو ستة ملايين زائر، وزيارة الاربعين التي يتجاوز معدل الوافدين فيها الـ(18) مليون زائر، والزيارة الشعبانية ومعدل الزائرين قرابة الستة ملاين زائر، إضافة الى باقي الزيارات منها عرفة، وعيد الفطر، وعيد الأضحى وغيرها.
وفي تصريح لرئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف الخطابي، الى احدى المؤسسات الإعلامية، أن "نحو 50 مليون زائر يدخلون الى كربلاء خلال السنة الواحدة".
يذكر ان جنسيات الوافدين الى المدينة المقدسة تتنوع بين، إيران ولبنان وسوريا ودول الخليج وافغانستان وباكستان واذربيجان والهند وتركيا وغالبية دول اوربا.
قد يتصور من يقرأ عن كربلاء أنها من أجمل مدن العالم، لما تحمله من اهمية اقتصادية وسياحية، الامر الذي يوجب على الحكومة المحلية الاهتمام بالبنية التحتية والعمرانية للمدينة، لكثرة مواردها التي من الممكن ان يعتمد عليها بشكل كبير اسوة بدول العالم التي تعتمد على السياحة وحدها في إدارة شؤونها وتحسين الدخل والموارد الاقتصادية لشعوبها.
وللأسف أن كربلاء محافظة تفتقر الى ابسط المقومات والخدمات، والسبب في ذلك فشل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003، لان تجعل من المدينة المقدسة والسياحية منارا يتناسب مع قدسيتها، ويتبادر سؤال الى الاذهان لو كان لي منزل بحاجة الى ترميم فهل سأتركه 13 عاما كما هو؟.
عدة حلول متاحة أمام أصحاب القرار منها، مشروع الزائر دولار، الذي يتيح للحكومة المركزية استقطاع دولار واحد من كل زائر يدخل كربلاء، لتصب هذه الأموال لصالح كربلاء، لكن الحكومة المحلية نفت استلامها للأموال المخصصة لها من قبل الحكومة المركزية، كما أعلن النائب الأول لمحافظ كربلاء، جاسم الفتلاوي، ان "منذ عام 2003 لم نستلم اي مبلغ من الزائر دولار من الحكومة المركزية سوى مبالغ بسيطة في عام 2012".
قالوا أن حقا لن يضيع طالما وراءه مطالب، وفي كربلاء يترك الحق جهارا نهارا فما السر بذلك؟. لو كان الاهتمام والسعي الجاد من قبل الحكومة لبناء محافظة تليق باسم كربلاء ومكانتها الدينية والسياحية، لبذلوا الجهد لاستحصال الأموال المترتبة في ذمة وزارة المالية منذ 13 سنة، ماعدا عام 2012، الذي تسلمت فيه كربلاء جزءا بسيطا منها كما ورد على لسان، رئيس مجلس محافظة كربلاء، نصيف الخطابي، أن "كربلاء مُنحت فقط في عام 2012 مبالغ من الزائر دولار وكانت زهيدة جداً"، لطالبوا بحق كربلاء بالطرق القانونية فكل السبل متاحة، لكن التقاعس على السعي الجاد وراء الأموال فيه فساد واضح.
كثيرة هي المشاريع الوهمية، التي لم تتعد الورق، ليس لها من ترجمة على ارض الواقع، مشاريع تتقاسمها أحزاب السلطة الحاكمة في كربلاء، فبعض الاحياء تدخل اليها لا تميز بين الشارع والرصيف، وبعض اخر لا تعلم الحكومة بآلية وطرق بناء الدور السكنية، منها من تجاوز على الشوارع الرئيسية بلا رادع، مشاريع مياه الامطار أكبر مرآة تعكس حجم المشاكل الكبيرة التي يعاني منها مواطني كربلاء في فصل الشتاء.
كل هذه المشاكل لو قُسمت على عدد السنين التي استلمتها الأحزاب الحاكمة لأصبحت كربلاء فعلا قبلة للمسلمين،
فمن الممكن انشاء مشاريع استثمارية تخدم المواطن الكربلائي والزائر، لتدرّ الأموال لصالح الحكومة المحلية، حيث ينتعش الاقتصاد لصالح القطاع الخاص في مجال الفندقة والمطاعم والأسواق التجارية.

في دراسة أجراها الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط عام 2013، بخصوص عدد الفنادق ومجمعات الايواء في العراق ان "محافظة كربلاء شكلت أعلى نسبة 45.5%، تليها محافظة بغداد بنسبة 22.7 %"، هذا دليل على ان الاقتصاد الكربلائي بانتعاش، وعلى الحكومة المحلية الاهتمام وبذل الجهود من اجل استحصال المستحقات المالية لكربلاء بالطرق القانونية، وكذلك بناء مجمعات وشقق سكنية للزائرين، وقبل كل هذا الاهتمام بالبنى التحتية لمحافظة كربلاء فهي بحاجة الى المزيد لتكون قبلة حقيقية تبهر الوافدين.

كرار الموسوي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

السياسة والمنبر الحسيني

السياسة والمنبر الحسيني

بدأ المسلمون باعتلاء المنبر بعد رسول الله صلى الله عليه واله حيث كان يخطب بالناس في مسجده في المدينة المنورة في بداية الاسلام، بعد النبي اخذ المسلمون هذه السنة واكملوها.
الى ان حدثت معركة الطف واستشهد الامام الحسين عليه السلام في كربلاء 61 هجرية حتى اصبح المنبر ينسب للامام الحسين عليه السلام باعتبار ان من يرتقي المنبر سيذكر هذه المصيبة الكبيرة والعظيمة على المسلمين.
فعندما كان الرسول محمد صلى الله عليه واله يخطب في الناس لا يقتصر على الامور الدينية فقط، بل كان جزء من خطبته التعرض للامور السياسية وتوضيح اهم ما موجود على الصعيد السياسي انذاك.
وهكذا توارثت الى ان اصبحت اليوم فنا من الفنون، فاليوم الخطيب الحسيني لا يقتصر على توضيح الجانب الديني للناس بل يتطرق الى اهم الاشياء التي تلامس حياتهم اليومية بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لكن هناك من ياخذه كثرة مشاكل السياسة الى جعل محاضرته عبارة عن محاضرة سياسية بحته، وهذا لا يستحسن في فقه الخطباء، حيث من المفضل ان تكون خطبته تميل الى جميع الجوانب ولكن الجانب الاهم هو جانب العقيدة والشريعة وليتطرق الى بعض الامور السياسية كما يقدمها معضمن الخطباء.
والسياسة لا تفترق عن الخطيب في يوما من الايام بل يجب على الخطيب ان يلم بالامور والاحداث السياسية والامنية بشكل اجمالي.

كرار الموسوي.