اللعب على الجراح
كرار الموسوي
المساعدات حق لأبناء وعوائل الشهداء الذين لم يعد لهم كفيل او معيل، فهناك
الكثير من المؤسسات التي اخذت على عاتقها هذه المسؤولية الكبيرة، ولكن لا تخلوا
فبعضهم من ضعاف النفوس من يلعب على جراحنا حيث اخذ هذه القضية مهنة ووناسة يلعب
فيها بكامرته الحمقاء ليظهر توزيع رواتبه على أبناء وعوائل الشهداء بكل صلافة
مبتسما مهينا لهذه الشريحة العظيمة.
المجتمع الذي يتكاتف ويتساند في اموره المادية والمعنوية فهو مجتمع راقي
ومتحضر، فمهما اصبح التكافل الاجتماعي اكبر كلما قلت الجريمة، وكذلك اذا كان
الاهتمام بشريحة الفقراء والمحتاجين وخصوصا الأطفال والشباب فانك ستضمن مستقبل
زاهر لهم ومؤمن منهم من الناحية الاجرامية حتى لا يكونوا كلا على مجتمعهم.
تنهض الحكومة المحلية والمركزية بالاهتمام بالفقراء والمساكين وكذلك منظمات
المجتمع المدني فانها تقوم بواجبها الإنساني، هنا تظهر روحية وإنسانية المنظمة او
الجهة التي تعطي وتهب المال والمساعدة للفقراء والمحتاجين، كل هذا جيد وراقي في ظل
مجتمعنا العراقي الذي انهكته الحروب والامراض والمصائب.
من يضحي من اجل البلد والعرض والمقدسات من القوات الأمنية والحشد الشعبي
فانه يعطي اغلى ما يملك وهي النفس، تاركا خلفه عائلة كان يعيلها وأطفال كانوا
يستقبلونه عند دخوله للبيت وزوجة تقف معه في السراء والضراء.
كان الامام علي عليه السلام عندما يعطي الفقراء والمساكين فانه بلا دعاية
ولا اعلان، واغلب الأحيان لا يُعرف من هو المعطي وفي احدى الروايات انه عندما
استشهد سلام الله عليه عرف الايتام ان من كان يرعاهم هو الامام علي عليه السلام،
هذا وللمسلمين قدوة كذلك بالامام زين العابدين عليه السلام حين كان يعطي بالسر
والخفاء وينتظر الليل حتى يجن كي يعطي الفقراء والمساكين وكان ملثما.
كل هذا حتى لا يشعر المسكين او اليتيم او الفقير بانه مهان او محتاج،
فكرامة الانسان أغلي من العيش في النعيم.
مع شديد الأسف نرى اليوم ظاهرة توزيع الهدايا والكسوة والأموال لابناء
الحشد الشعبي او الفقراء أصبحت من الظواهر المؤلمة لهؤلاء المساكين الذين لا حول
لهم ولا قوة، حيث رصدنا بعض المؤسسات يعطي عائلة الشهيد وهو جالس على كرسيه الزائل
مبتسما لكامرته الحمقاء وكانه في حفل زواج لاحد اخواته، وتظهر في الصورة امرأة
اتعبتها السنين تقف مجبورة اما عدسة المؤسسة الرعناء فهي زوجة شهيد او ام شهيد او
اخت شهيد، ماذا تقولون لو وقف الشهيد امامكم؟ ماذا سيكون دور الأطفال الذين يظهرون
في الصور بعد حين؟ هل سيقول لهم اصدقائهم "شفناك البارحة على الفيس بصفحة
مؤسسة .................... وانطوك مساعدة" ماذا سيكون ردة فعل الطفل!.
هل هذا جزاء الاحسان الذي قدمه والده للعراق ولكم؟ اينكم من اخلاق علي وزين
العابدين الستم بشيعة؟ لا والله فائل البيت منكم براء!.
على مجلس المحافظة في كربلاء المقدسة ان يسعى وبشكل فوري لإنقاذ ما تبقى من
كرامة أبناء وعوائل الشهداء من هؤلاء المرتزقة أصحاب الوجوه الصفراء الذين كل همهم
هو الظهور في الصور مبتسمين يتصدقون على عوائل الشهداء، فلنضع قانونا يجرم من ينشر
او يصور هكذا حالات حفاظا واكراما لدماء الشهداء.
وكذلك على الشرفاء من أبناء العراق الغيارى والمؤسسات الحقيقية التي تسعى
لنصرة المظلوم ان تقف بوجه هؤلاء الحثالة من المجتمع الذين تمادوا حين لم يروا أي رادع
او شخص يقف بوجههم.